languageFrançais

21 طلقة في إستقبال قيس سعيد.. ماهي قصتها؟

نشأت هذه القاعدة البروتوكولية بعد تراكم مجموعة من العادات المتوارثة، إلى أن استقرّت على الشكل والعدد الحالي، واُستقبل بها رؤساء العالم في مختلف البلدان، وهو ما تم تطبيقه خلال مراسم إستقبال رئيس الجمهورية قيس سعيد.

بدأت قصة الـ21 طلقة التي أُستقبل بها الرئيس قيس سعيد اليوم حال وصوله قصر قرطاج، منذ القرن 14 وضمن عادات البحرية البريطانية، حين كان المدفع مستعملا في المعارك البحرية. وكانت كل سفينة تدخل سواحل دولة تعمد إلى إفراغ خزائن مدافعها كتعبير عن نواياها السلمية، وذلك عبر سبع طلقات في الهواء، يقابل كل طلقة منها 3 طلقات من الساحل، ليصل عددهم إلى 21 طلقة، بسبب أن بودرة المدافع كانت تخزن بشكل أفضل على اليابسة أكثر من السفن، فالبارود كان يعتمد على «نترات الصوديوم»، لكن مع الوقت تم تغيير مواد البارود وأصبح يعتمد على «نترات البوتاسيوم»، فصارت السفن تقابل الطلقة بطلقة.
 
وأصبح بعد ذلك عدد الطلقات يرتبط بمكانة الدولة، فعلى سبيل المثال، ملك بريطانيا كانت تطلق له 101 طلقة، والدول التابعة للامبراطورية البريطانية 21 طلقة.. وبعد ذلك اختلفت مراسم التحية من مكان لمكان، فأصدرت بريطانيا اقتراحًا أن تكون التحية طلقة تقابلها طلقة، «النار بالنار» وعلى اعتبار أن بريطانيا تعتمد الــ21 طلقة، اعتمدت الدول الأخرى نفس الشيء فأصبح بروتوكولا عالميا.
 
ويعود المغزى المقصود من إطلاق طلقات المدافع أصلا كنوع من التحية إلى قرون مضت منذ اختراع المدفعية، حيث تعد حيازة القوة العسكرية من رموز مكانة الدولة وعزتها،  فكان فى إطلاق المدافع نوع من التباهي بالقوة، وفى الوقت نفسه إشارة للضيف الزائر إلى أن المدفعية قد أفرغت ذخيرتها فى الهواء تأكيدًا لمعنى السلام والترحيب بالضيف وإعطائه الأمان الكامل فى البلاد المستضيفة.
 
و مثل معظم قواعد المراسم، تكون البداية بعادات من عصور مضت كانت لها ظروفها، ثم تكتسب نوعا من الاحترام والتبجيل والتطبيق في كل الدول والمحافل الرسمية، على غرار تونس.